الجدة تستمع للنقاش الذي يدور بين الأم وأبنتها التي في عمر الزهور..
البنت تطلب من أمها أن تسمح لها بالذهاب للمناسبة التي دعتها لها صديقتها.. الأم تقول:
سأسمح بشرط أن أرافقك إلى المناسبة!!! أحتدم النقاش حول الذهاب واللباس و غيره..
الأم متمسكة برأيها والبنت ترد لماذا لا تثقين بي لماذا صديقاتي يذهبن بدون أمهات؟!
وهنا تدخلت الجدة.. وقالت يابنيتي: أنا مع أمك في هذا الوقت خف الدين وقل الحياء..
ما يبنيه الأهل في سنوات يهدمه الأصدقاء في لحظات والصاحب ساحب، وكثرت الدوي تغلب السحر!
يابنيتي.. في عصرنا لم نكن نجرؤ على الرد على والدتنا، بل كنا نسلم بكلامها ..
لم نكن نستطيع النظر في وجه والدي حياءً.. لم نكن نجلس مع النساء حتى لا نسمع أحاديثهن..
كنا نعمل في الدار وتنصحنا والدتنا الا نكثر من الطعام حتى لا يغلبنا الكسل، فكنا نأكل مايذهب الجوع فقط وإذا أكلنا لا نشبع!!
والحمدلله لم يضرنا شيء... بل الحياء زادنا بهائاً وتنظيم الأكل زادنا رشاقة،،
وعدم سماعنا لأحاديث النساء زادنا قناعة بواقعنا الذي كنا نعيش فيه..
صحيح أننا لم ندخل مدارس ولكنا عرفنا ما لنا وما علينا، حفظنا حق الله وحق الوالدين وحق الزوج وحق الأقرباء والجيران ..
قدرنا النعمة فمنحنا الله السعادة وصبرنا على المحنة فزادنا الله قوة ..
يا بنيتي،، خذي نصيحتي والله من أطاع ربه وأحسن لوالديه ونفذ نصائحهما لن يندم أبداً..
بنيتي، لم نكن نعرف نزهات ولا سفرات ولم نشعر يوماً بما تشعرون به الآن من الكأبة والضيق والتبرم ...
بنيتي، أحسني كما أحسن الله إليك ولا تنسي نصيبك من الدنيا ...
لا تجعلي رضاء الناس بسخط الله فيسخط عليك الله ويسخط الناس عليك ...
خذي نصيحتي نصيحة مجربة في هذه الحياة ....
لا تكثري الضحك والكركرة ..
لا تكثري النوم والأكل في غير وقته ..
لا تكثري الكلام في غير المفيد
أحترمي الكبير وأعطفي على الصغير وأرحمي الفقير وساعدي المريض..
بنيتي لا تنسي الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ..
بنيتي تذكري مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد..
حاسبي نفسك قبل أن تحاسبي ...
بنيتي والله ما أغلى من الولد إلا ولد الولد ....
ردت الأم: جزاك الله خير يا أمي.. والبنت خجلت من جدتها وتراجعت عن إصرارها بالذهاب للمناسبة.